
حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
طفت على سطح تحذيرات أوساط الملالي المتكررة مما وصلت إليه الأوضاع في إيران إشارات واضحة إلى عزلة الولي الفقيه، بعد تركه وحيدا في مواجهة الشارع، مع تسارع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، لتظهر حقائق جديدة أخفاها جبل الجليد حتى وقت قريب.
جاءت هذه الإشارات في المرة الاولى على لسان قائد قوات الحرس حسین سلامي الذي اعترف بأن خامنئي “متروك وحده في اللحظات الصعبة التي يمر بها النظام”، وكرر هذه الاعترافات خطيب جمعة طهران أحمد خاتمي الذي اشار إلى نقص الملالي في البلاد، قبل تاكيده على وحدة خامنئي، الامر الذي اعتبره كارثة على النظام.
سبق إشارات سلامي وخاتمي إلى وحدة خامنئي شروحات حول التطورات التي تمر بها حوزة قم، حيث حذر المعمم حسيني بوشهري رئيس جمعية المدرسين في الحوزة من مواكبة بعض رجال الدين الأغيار، وأشار الملا البارز في الحوزة المعمم فاضل ميبدي إلى سلبية وجهة نظر الطلاب تجاه وجود الملالي في الحكومة؛ ونقل رجل خامنئي في التلفزيون الرسمي أزغدي عن طلاب الدين أن “الناس يشتموننا طوال الوقت” فيما تذمر المعمم زائري من أن الناس “يبصقون علينا” مشيرا إلى “إهانات قاسية ومهينة” ويرى المعمم نيكونام أن “البواطن يصبون الماء في طاحونة العدو ويضعفون جبهة الصديق”.
جاءت عزلة خامنئي وتساقط مرتزقته نتيجة لنضال الشعب والمقاومة الإيرانية على مدى 4 عقود، وكراهية الشارع الإيراني لخامنئي ونظام الولي الفقيه، لتؤشر على حالة من الإحباط المتزايد لدى عناصر النظام التي ترى اقتراب سقوطه في المدى القريب.
وتدلّل التطورات الجارية في دوائر خامنئي على فقدان خدعه وحيله فعاليتها وتراجع قدرته على استخدام الدين وانكشافه أمام الحرس والباسيج مما اضطره إلى محاولة ترميم صورته بانتاج فيديوهات “سلام على القائد” التي تدعو للوقوف إلى جانب الولي الفقيه، ويصفه سلامي فيها باللحن السماوي.
ترسم هذه التطورات والمؤشرات خارطة أكثر قتامة للاوضاع داخل أطر النظام، مقابل روح التمرد والانتفاضة لدى الشعب المنتفض، وتكاتفه مع وحدات المقاومة في جميع أنحاء البلاد.
بات الصراع في إيران اليوم بين قوى حددت أهدافها بوضوح، تصنع المستقبل في الميدان بمساندة شارع عريض من الإيرانيين، وأخرى تتآكل يوما بعد يوم بفعل إحباطاتها وعدم قدرتها على الاتفاق حول الأسس التي كانت تلتقي عليها حتى وقت قريب، وتدق نواقيس الخطر محذرة من قرب انهيار النظام.