حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
تلقى ملالي ايران صفعة في لبنان، مع اعلان نتائج الانتخابات النيابية التي اظهرت فقدان حزب الله وحلفاءه الاغلبية في مجلس النواب، وهزيمة مرشح للحزب في الجنوب، الذي يعد احدى مناطق نفوذه.
من خلال حزب الله، حوّل نظام الولي الفقيه لبنان إلى ساحة خلفية للإرهاب وغسيل الأموال وتهريب المخدرات، دمر البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية في البلد الذي كان يتمتع باقتصاد قوي نسبيا، ليتحول الى دولة مفلسة، ومجتمع من التناقضات المتراكمة، يعيش حالة من الجمود السياسي.
وفي المقابل يرفض المناخ الاجتماعي اللبناني بشدة نفوذ النظام وجرائم حزب الله، الامر الذي انعكس في سلسلة التظاهرات والانتفاضات التي اندلعت في البلاد قبل أشهر، حيث رفع المتظاهرون شعارات ومطالب شبيهة بما رفعه الشعب العراقي في انتفاضاته، وفي مقدمتها إزالة نظام الملالي.
كثف خامنئي الحرب والارهاب في المنطقة عندما اشتدت أزمات نظامه ومآزقه في العراق وسوريا واليمن ولبنان، بسبب تصاعد الانتفاضات والاحتجاجات الاجتماعية في هذه البلدان، وحالة الانكماش الاقتصادي في إيران، ليواجه معضلة الموت أو الانتحار بمحاولة الحفاظ على اذرعه.
يحاول الولي الفقيه الحفاظ على وجوده في المنطقة باعتبارها عمقه الاستراتيجي، وسيلة لتقوية نظامه، واحد عناصر القوة التي يحرص على عدم فقدانها، لكنه يدرك في المقابل ان استمرار التحريض على الحرب والجريمة دافع لانتفاضات واحتجاجات شعبية تهدد بفقدانه لاذرعه واسلحته الباقية، وهي بعض مقومات سلطته التي لا يستطيع الاستغناء عنها.
وفي جميع الاحوال لا يستبعد خامنئي انهيار أسس نظام ولاية الفقيه في عمقها الاستراتيجي تحت ضغط الأزمات، تزايد الغضب والكراهية في دول المنطقة، تغير موازين القوى، والتطورات الاقليمية والدولية، لاسيما وأن ذلك يتزامن مع بداية سلسلة انتفاضات وحراكات في الشارع الإيراني الناقم.
جاءت نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية استمرارا لتفاعلات في لبنان والمنطقة، ومؤشرا على تطورات مقبلة، تدفع نحو تسريع السقوط الحتمي لنظام ولاية الفقيه الذي يقف عاجزا في الداخل والخارج، وتتهاوى عناصر قوته يوما بعد يوم.