الواضح من انتقادات الدائرة المحيطة بخامنئي انها تأتي نتيجة القلق الناجم عن توالي اخفاقات نظام الملالي وتسارعها لتصل الى ذروتها خلال الاشهر الماضية وليس بسبب وجود الجزار في موقع الرئيس.
الکاتب – حسين داعي الإسلام :
وجد الولي الفقيه في جلاد مجزرة عام 1988 ابراهيم رئيسي حلقته المفقودة في اغسطس 2021 حين قدمه بصورة ” العالم الحكيم الذي لا يعرف الكلل أو الملل ويتمتع بالخبرة والشعبية” مما اعاد لاذهان الايرانيين دوراردشير أزهاري مع قرب نهاية عهد الشاه.
سرعان ما تهاوت نبوءة خامنئي لتخيب امل اركان نظامه التي راهنت على ما قاله، فقد ارتفعت اصوات الاحتجاجات على فشل رئيسي قبل مرور عام واحد على تنصيبه رئيسا، ووجهت الانتقادات من اوساط المرشد الاعلى التي تتحدث عن عدم كفاءة الرئيس المنصب، عجزه، وضرورة استقالته.
الواضح من انتقادات الدائرة المحيطة بخامنئي انها تأتي نتيجة القلق الناجم عن توالي اخفاقات نظام الملالي وتسارعها لتصل الى ذروتها خلال الاشهر الماضية وليس بسبب وجود الجزار في موقع الرئيس.
أدركت زمر السلطة احتمال ان يكون الخطأ المقبل للنظام في ظل الاوضاع المتفجرة خطأه الاخير، ومدى تطلع الإيرانيين إلى إحداث انتفاضة على غرار انتفاضة نوفمبر 2019،وربما اكثر ضراوة، حيث اشار عضو مجلس الشورى عبد الكريم جميري الى ان “ظروفنا الحالية حسَّاسة” مشيرا الى استعداد “أعداء الثورة الإسلامية والنظام الإسلامي المقدس” لاستخدام القرارات التي يتم اتخاذها في الاساءة للنظام، مما يتطلب الحكمة في التخطيط واعداد الدراسات الميدانية الدقيقة لتلافي الأخطار المحتملة، والابتعاد عن القرارات المرتجلة التي تتسبب في خلق تحديات جديدة للمجتمع والمواطنين ونظام الملالي.
اخذت تحذيرات محسن هاشمي رفسنجاني بعدا اخر بقوله “نحن على متن سفينة المجتمع الإيراني، بغض النظر عن أي ذوق ونظرة سياسية، وإذا لم تتمكن هذه السفينة من تحمُّل ضغط العاصفة الاقتصادية، ينتظرنا مصير مشترك” فيما كتب عبدالناصر همتي رئيس البنك المركزي في حكومة روحاني ان حكومة رئيسي حطمت الرقم القياسي في طباعة النقود بطباعته 142,000 مليار تومان في عام 2021، لتستحق بذلك لقب سلطان طباعة النقود.
مع استمرار التراجع في الاداء وجِّه مسيح مهاجري رسالة لرئيسي جاء فيها انه “من الواضح الآن أنك عاجز عن حل المشاكل لذا يتعين عليك التنحي بشجاعة وترك العمل” لاصحاب الخبرة من السياسيين.
رئيسي وكيل خامنئي للسيطرة على الوضع المتفجر في البلاد، عجزه دلالة على وصول بؤس الاستبداد الديني الى مرحلة سقوط النظام، سيره على حافة الهاوية، واحتمالات انتهاء مناوراته للخروج من بحر الازمات بشرارة الانفجار الكبير و تمرد الجياع، وفي تظاهرات محافظة خوزستان ما يكفي من المقدمات.
لم يكن مستغربا في ظل تطورات المشهد الايراني الداخلي اشارة صحيفة “جهان صنعت” الى تسبب ارتفاع اسعار الخبز في اندلاع الثورة الفرنسية الكبرى، مبشرة بخيبة النبوءة التي اطلقها الولي الفقيه لدى تسويقه رئيسي، لكن التيار الحاكم تجاهل الاشارة في غمرة اندفاعه نحو تكتيكات الالتفاف على غضب الايرانيين.
