في نهاية جلسات المحاكمة للسفاح حميد نوري في السويد، وجّهت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية رسالة إلى الإيرانيين الأحرار وذوي الشهداء الباقين على عهدهم ثابتين ممن تجمعوا وتظاهروا من بداية جلسات المحاكمة حتى نهايتها أمام المحكمة رغم كل الظروف القاسية ووصفتهم بالمطالبين بمقاضاة المتورطين في دماء المجاهدين المناضلين المتمسكين بمواقفهم الذين راحوا ضحية مجزرة عام 1988. وخاطبتهم قائلة: يا من تطالبون بالدماء المراقة ظلماً بید الفاشية الدينية، وأنتم تستمرون منذ 9 أشهر مظاهراتكم المتواصلة، وتحثّون العالم على محاكمة السفّاحين الحاكمين في إيران، لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وجریمة حرب والإبادة الجماعية. يا من لم تسمحوا بإصراركم على مقاضاة المجرمين بأن تنجح خطة وأجندة وزارة مخابرات الملالي في مصادرة حركة المقاضاة وحرف مسارها.
واعتبرت السيدة رجوي صمود الأبطال في مجزرة عام 1988 في سجون خميني عنوان الشرف الوطني ومعيار قيم الشعب الإيراني وأضافت قائلة:
“إعلان مجزرة السجناء المجاهدين والمناضلين في سجن كوهردشت كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية والمطالبة بأشد العقوبات على أحد جلاوزة النظام، هو خطوة في الحملة الكبرى في طریق المقاضاة من قبلكم. هذه هي النتيجة التاريخية لدماء المجاهدين المناضلين المتمسکین بعهدهم في المجزرة التي بدأت في یولیو 1988. حتى الآن ثبت أن إعدام السجناء السياسيين حسب حكم خميني عام 1988، كما دعت المقاومة الإيرانية العالم إلى قبول ذلك منذ سنوات، يعد جريمة ضد الإنسانية”.
وأكدت السيدة رجوي أن المقاومة الإيرانية قد أبلغت العالم والرأي العالمي في شهري أغسطس وسبتمبر 1988، بخصوص المذبحة، ولا سيما أحكام فتوى خميني وحكمه المخزي. وقالت ومنذ ذلك الحين، أقام المجاهدون وأنصارهم إضرابات ومظاهرات في العديد من الدول لإثارة الرأي العام العالمي. على مدى السنوات الـ 34 الماضية، أقامت المقاومة الإيرانية مئات وآلاف المؤتمرات والمظاهرات والمسيرات والمحاكمات الشعبية الرمزية، مع نشر الوثائق والأسماء والمقابر التي لا علامة لها.
وحيّت السيدة رجوي كل المجاهدين المناضلين المتفانين الذين ينشطون لأكثر من ثلاثة عقود وعانوا أيما معاناة من أجل هذه القضية؛ والسجناء المجاهدين والماركسيين الذين قدموا للمدعية العامة بشهاداتهم الدقيقة والمسؤولة المستندات اللازمة لتوجيه الاتهام، مستشهدين بتفاصيل لا يمكن إنكارها عن وقائع المجزرة، من الدكتور كاظم رجوي شهيد حقوق الإنسان الكبير وكل اولئك الذين اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب بسبب ما بذلوه جهدا لجمع المعلومات عن هذه المجزرة أو رفعوا شكوى واحتجاج ضد النظام وقالت: ومن الأمور الأخرى التي تم إثباتها في هذه المحاكمة صحة إفادات السجناء المجاهدين وما كشفه المجاهدون والمجلس الوطني للمقاومة الایرانیة على مدى 34 عامًا عن المجزرة. هذه هزيمة كبيرة للنظام الذي حاول منذ البداية إنکار هذه المجزرة.
وأشارت السيدة رجوي إلى مؤامرات النظام وحيله لإخفاء قتل 30 ألف سجين سياسي في مجزرة عام 1988 وحرف حملة المقاضاة عن مسارها وأكدت قائلة: “تعني عملية المحاكمة ونتائجها حتى الآن أن مؤامرات النظام وحيله ضد حملة المقاضاة التي سعى إلى كبحها بعد إنكار المجزرة، باءت بالفشل إلى حد كبير. إن الجلاوزة والمرتزقة الذين كانوا أو مازالوا في الوهم بأنهم يستطيعون إخفاء المجزرة أو التقليل من شأنها بتدمير المقابر واختلاق أنواع الأكاذيب، مخطئون بشدة. إن تألق هذه الملحمة العظيمة للعالم المعاصر، والتضحية العظیمة لأولئك الأبطال المتمسكين بمواقفهم ومنزلتهم التاريخية بدمائهم الطاهرة، تمثل اليوم عنوان الشرف الوطني ومعيار قيم الشعب الإيراني، ولم ولن يكون الملالي والمتواطئون معهم قادرين على تحريفها ومصادرتها.
وختمت السيدة رجوي رسالتها الموجهة إلى المتظاهرين الإيرانيين الأحرار بالقول إن التحقيق في الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في مذبحة السجناء عام 1988 يجب أن يمتد ليشمل جميع سجون خميني وخامنئي في جميع أنحاء إيران، من عام 1981 حتى الآن، بالإضافة إلى سجن كوهردشت. يجب تقديم قادة النظام وجلاديه وجلاوزته ومرتزقته أمام العدالة.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
5 مايو/أيار 2022