ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية
لماذا أضافت ايران قبل التوقيع على الإتفاقية النووية شرطا جديدا يتمثل برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الدولي، وهل ان الحرس الثوري الإيراني أكثر أهمية من الوصول الى الإتفاق النووي؟
الحقيقة نعم. الحرس الثوري هو ورقة ضغظ ايران في المفاوضات النووية وغيرها ولا يمكن ان تفرط به، سواء على الصعيد الخارجي من حيث السيطرة على عدة دول منها العراق ولبنان وسوريا واليمن وغزة، علاوة على توغل سري في دول أخرى في آسيا وافريقيا. وعلى الصعيد الداخلي، يمتلك الحرس الثورة قوة إقتصادية ويتحكم بحوالي ثلث الإقتصاد الإيراني، فهو يمتلك مؤسسات وشركات تقدر بـ (5000) شركة تعمل في مجال البترول والمناجم، ومصارف ومصانع كثيرة تتجاوز قيمتها (12) مليار دولار.
ان رفع صفة الإرهاب عن الحرس الثوري يعني إطلاق يده في التعامل التجاوي الدولي وتوسيع نشاطاته في مختلف القطاعات، علاوة على إبقاء نفوذه على الدول الخاضعة لسيطرته بما يهدد أمن دول الجوار والعالم. وإذا وافقت الولايات المتحدة على المقترح الإيراني الجديد، فهذا يعني انها تعطي الحرس الثوري الإشارة الخضراء لإبقاء نفوذه على تلك الدول، وسحب يدها من حلفائها في الخليج العربي، وتهديد الأمن الدولي وعدم الإستقرار في المنظقة، وستفقد الولايات المتحدة أهم حلفاء لها في منطقة الشرق الأوسط. ويبدو ان دول الخليج العربي إدركت ضعف إدارة الرئيس بايدن، وانه لا يستحق الثقة به والإعتماد على إدارته، سيما بعد ان رفع صفة الإرهاب عن الحوثيين الذين أمطروا الإمارات والسعودية بالصواريخ البالستية، وخذلهم في حماية أمنهم رغم الإتفاقيات المعقودة بينهم.
لعل أهم ثغرة أمنية تعاني منها دول الخليج العربي هي ربط حماية أمنها الوطني بالولايات المتحدة، ان هذه الدول الثرية يجب أن تعتمد على نفسها في تأمين أمنها وليست الولايات المتحدة أو أية دولة أخرى. هي يفترض ان تدافع عن نفسها ولا توكل هذه المهمة لغيرها على أقل تقدير حفاظا على هيبتها واعتزازا بكرامتها الوطنية، وتأمين سيادتها الكاملة.
حولت دول الخليج العربي أنظارها الى روسيا والصين، بل رفضت طلب بايدن لزيادة المعروض النفطي للسيطرة على الإرتفاع في الأسعار، ورفضت طلبه في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وقبل أيام اتصل ولي العهد السعودي بالرئيس بوتين لمناقشة الأوضاع الدولية، وهذه غمزة واضحة للرئيس بايدن، من المؤكد إنه عرف مغزاها
وحول رغبة الإدارة الأمريكة الإتصال بولي العهد، ورد ان الديوان الملكي السعودي أخبر واشنطن ان ولي العهد مشغول حاليا، وسيتم تحديد موعد لاحق للإتصال بسبب الجدول المزدحم لمحمد بن سلمان. من جانبه أكد الأمير محمد بن سلمان لمجلة (ذي اتلنتك) بأنه ” لا يهتم بمواقف بايدن”. وعلى ضوء هذه التطورات أرسل الرئيس بايدن وزير الخارجية أنتوني بلينكن لمقابلة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في المغرب، عسى ان يدفيء العلاقة المتجمدة مع دول الخليج العربي. ولم يفضِ اللقاء الى شيء يذكر، فالعلاقات تسبر نحو الأسوأ بسبب تصرفات الرئيس بايدن.
متى ترد ايران على اسرائيل؟
حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في 18 نيسان 2022، خلال عرض عسكري لمناسبة يوم الجيش، بأن قوات بلاده المسلحة ستواجه بشكل حازم أي تحرك لإسرائيل يستهدف الجمهورية الإيرانية.وقال إن “أدنى تحرك من قبل الأعداء سيواجه ردا حازما وعلى الكيان الصهيوني أن يعلم إذا كان يسعى وراء تطبيع العلاقات مع دول المنطقة، فإن قواتنا المسلحة ترصد وتراقب إي تحرك له وفي حال القيام بأي تحرك منه ضد شعبنا، فإن قواتنا المسلحة ستستهدف مركز الكيان الصهيوني، وتقض مضجعهم”.
من الطرف، جاء هذا التصريح قبل يوم واحد من أستهداف منشأة عسكرية أيرانية لصناعة الصواريخ في سوريا من قبل إسرائيل، وهجوم اسرائيلي على مواقع الميليشيات المرتبطة بالولي الفقيه.
علما أن صحيفة (وول ستريت جورنال) ذكرت بأن” الحرب الإسرائيلية ضد ايران تتوسع في الشرق الأوسط، ونقلت عن مصادر رسمية اسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي نفذ (400) هحوما على ايران، غالبيتها في سوريا، وأدت تلك الضربات الى مقتل (300) عنثرا من بينهم قادة عسكريين ايرانيين، ومسلحون تدعمهم طهران” علاوة على حالات الإغتيالات والتفجيرات وسرقة الأرشيف النووي.
فالسؤال هل يضحك الرئيس الايراني على العالم أم على شعبه أم على جيشه أم على نفسه؟
بتصوري الإحتمال الأخير هو الأقرب الى المنطق.
كاتبة عراقية
العراق المحتل
نيسان 2022