
حدیث العالم – سعاد عزيز:
42عاما، وإيران وشعبها ترزخ تحت نير حکم جائر مشغول بنهب وسرقة المال العام ونشر الفساد المالي والاداري بکل أنواعه وإستخدام مختلف أنواع القمع ضد أبناء الشعب الى الحد الذي ضاقت فيه السجون بالمسجونين وتصاعدت حملات الاعدامات حتى بلغت حدودا قياسية وجعلت هذا النظام قريبا من أن يکون البلد الاول في العالم من حيث إرتکابه للإعدامات، ولئن إنتفض الشعب الايراني في أواخر عامي 2017 و 2019، أعلن موقفه الرافض للنظام، وفي ظل موقف دولي لم يکن أبدا في المستوى المطلوب، فقد إستخدم النظام کل أنواع الطرق والاساليب القمعية لإخماد الانتفاضتين و القضاء عليهما، فإن الشعب مع ذلك قد ظل مصرا على رفضه للنظام وإستمر في تحرکاته الاحتجاجية المختلفة من قبيل الاضرابات والاعتصامات والتظاهرات وکتابة الشعارات.
النظام الايراني وبسبب من سياساته ونهجه المشبوه المثير للمشاکل والفتن وتصديره للتطرف الديني والارهاب وتدخلاته في المنطقة، فقد صار خطرا وتهديدا على السلام والامن والاستقرار بحيث قام بعزل إيران عن العالم وقطع تواصل الشعب الايراني بشعوب العالم، وإن وصول الحال بإيران الى هکذا وضع غريب يتنافى ويتعارض تماما مح الحضارة العريقة لهذا البلد وکونه مصدر إشعاع فکري وفني وأدبي وثقافي، ولاريب من إن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية قد أدرکت سلبية هذا الوضع ولذلك فإنها بادرت الى التحرك على مختلف المستويات والاصعدة من أجل عکس الصورة الحقيقية المشرقة لإيران و قد کان لنشاطاتها السياسية الدؤوبة دور کبير في السعي بهذا الاتجاه.
الشعب الايراني، وبعد أن رأى الدور الکبير والاستثنائي لقائدته الى الحرية والغد الافضل، السيدة رجوي، فقد إلتف حولها وتمسك بها من خلال الانتفاضتين الاخيرتين التي قام بهما ضد النظام، وهو يضع کل ثقته فيها وکيف لا يفعل ذلك، وهي التي لم تکل أو تمل طوال 4 عقود من حکم هذا النظام عن النضال من أجل شعبها وجعل العالم على إطلاع کامل بما يعانيه من أوضاع بائسة في ظل هذا النظام المعادي للإنسانية.
إنتفاضتي الشعب الايراني في أواخر عامي 2017، و2019، جسدتا لوحتان رائعتان جدا لمدى التلاحم الانسجام بين الشعب وقيادته الجريئة المتمثلة بالزعيمة المثابرة مريم رجوي، من أجل إعادة إيران الى موقعها المناسب لکي تؤدي دورها الحضاري الموکول بها على مر التأريخ، بل وإن تأثير هاتين الانتفاضتين في الحقيقة قد إستمرت حتى بعد مجئ ابراهيم رئيسي وتشکيل حکومته حيث تزايدت الاحتجاجات الشعبية أکثر من الاعوام الماضية وأکدت إصرار الشعب الايراني على المضي قدما في نضاله من أجل بناء إيران الغد التي ستصبح منبرا للتواصل بين الشعوب وصاحبة دور کبير وفعال في المحافظة على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وإن الغد وکما أثبت التأريخ دائما هو للشعب وليس للأنظمة الدکتاتورية.