موقع المجلس:
في الذكرى السادسة لانتفاضة نوفمبر 2019، نظم شباب الانتفاضة ووحدات “الوردة الحمراء” يوم الجمعة 14 نوفمبر سلسلة من التحركات في طهران وكرج وهمدان، مجددين العهد بأنهم “صامدون حتى النهاية” حتى إسقاط النظام.
ورغم حالة الاستنفار الأمني والاستخباراتي والعسكري التي يعيشها نظام الملالي خشية اندلاع انتفاضة جديدة، ورغم حملات الملاحقة المكثفة لوحدات المقاومة المرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق، تمكنت هذه الوحدات من كسر أجواء القمع عبر أنشطة منظمة جسدت شجاعة لافتة وقدرة متقدمة على التحرك الجماعي.
طهران وشهريار: تواصل جيلَي التضحيات من 1988 إلى 2019
في العاصمة طهران، قادت “وحدة الوردة الحمراء” – وهي وحدات نسائية رمزية – مسيرة تكريمية لشهداء انتفاضة 2019. أما في شهريار، إحدى أبرز بؤر الانتفاضة السابقة، فقد وُضعت الزهور في مواقع استشهاد الثوار، مرفقة برسالة مؤثرة تربط بين ضحايا مجزرة صیف عام 1988 وشهداء 2019:
“من مجزرة 1988 إلى نوفمبر 2019… صامدون حتى النهاية”.
هذا الربط لم يكن شكلياً، بل رسالة واضحة مفادها أن مسار المقاومة ممتد عبر عقود من القمع والدم، وأن عزيمة الأجيال الثائرة لم تنكسر رغم تكثيف القبضة الأمنية.
كرج: استعراض منظم لفرق الدراجات وإعلان الانتماء لجيش التحرير
شهدت كرج بدورها مظاهر تنظيمية مميزة. فقد خرجت “وحدة راكبي الدراجات” في تشكيل عمودي منظم، حاملين صوراً لشهداء انتفاضة 2019 ومرددين أسماءهم. وفي تحرك آخر، سارت “وحدة جماعية” في مسيرة راجلة رافعين شعار:
“جيش التحرير الوطني الإيراني”،
في إعلان واضح لارتباطهم بالمقاومة المنظمة واستمرارهم على خطها.
كما وُضعت الزهور في مواقع عدة داخل كرج مع رسالة تطالب بالإنصاف:
“من مجزرة 1988 إلى نوفمبر 2019… نطالب بالعدالة لدم الرفاق”.
همدان ورامسر: “الوردة الحمراء” وظهور القائدة المسلحة
امتدت هذه الأنشطة إلى مدن أخرى. ففي همدان، سارت “وحدة الوردة الحمراء” في مسيرة احتفالية رافعين إشارات النصر تأكيداً على استمرار روح المواجهة.
أما في رامسر، فقد برز مشهد استثنائي تمثل في ظهور “أخت مجاهدة مسلحة وقائدة عسكرية” بكامل زيها العسكري. ورفعت القائدة لافتات تحمل ملامح إيران المستقبل:
“الديمقراطية والحرية مع مريم رجوي”
“لا للحجاب الإجباري… لا للدين الإجباري… نعم لحكومة شعبية”
واختتمت بالهتاف الجامع:
“لا للشاه، لا للملالي – الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي”.
جرجان: وردة على قبر الصمود
وفي جرجان، تم وضع الزهور تخليداً لذكرى “الشهداء الذين واجهوا رصاص وفؤوس حرس النظام المجرم”، في لوحة جديدة من لوحات الوفاء التي تربط بين الماضي القريب والحاضر المتفجر.
خلاصة المشهد
تُظهر هذه التحركات، التي تجمع بين الرمزية (الوردة الحمراء)، والتنظيم (استعراضات الدراجات)، والرسائل السياسية المباشرة، والظهور المسلح في بعض المدن، أن نبض المقاومة لا يزال حياً في قلب إيران. كما تؤكد أن الاستعداد الشعبي يتنامى لمواجهة حاسمة تضع حداً لحكم الملالي، وأن ذكرى نوفمبر 2019 لا تزال وقوداً للانتفاضات القادمة.








