الدبلوماسي الإرهابي أسد الله أسدي
الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
لم يتم إتهام نظام الملالي بممارسة النشاطات الارهابية ووصفه ببٶرة ومصرف الارهاب في العالم عبثا ومن دون طائل، بل قد جاء بعد عدد کبير من العمليات الارهابية التي قام هذا النظام بتنفيذها في مختلف دول العالم وهي لم تکتف بأن تکون موجهة للمعارضين للنظام فقط بل وحتى لشخصيات سياسية أجنبية ومراکز ومٶسسات أجنبية مختلفة.
تفجير المرکز اليهودي في الارجنتين وکذلك محاولة إغتيال نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق أليخو فيدال كوادراس، في اسبانيا، والتهديد بإغتيال مسٶولين أميرکيين، نماذج حية تثبت حقيقة تورط هذا النظام بممارسة الارهاب ومن کونه منبعا ومصدرا رئيسيا للإرهاب، هذا إدا وضعنا جانبا عملياته الارهابية التي إستهدفت شخصيات ورموزا في المعارضة الايرانية وبشکل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.
على الرغم من إن مسلسل إدانات نظام الملالي بتورطه في أنشطة إرهابية في تزايد مستمر، لکنه وکمحاولة مستهجنة مثيرة للسخرية يحاول إتهام المعارضة الرئيسية الناشطة ضده بممارسة الارهاب وتحديدا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، لکن ولأن حبل الکذب قصير والتهمة لن تثبت على أحد ما لم يشفع بدليل، فإن تهم النظام بهذا الصدد تم إعتبارها مجرد هواء في شبك ولا يعتد بها.
المثير للسخرية والتهکم، إنه وفي الوقت الذي يقوم فيه نظام الملالي بتنفيذ سيناريو بائس بإجراء محاکمة صورية ل104 من قيادات المقاومة الايرانية في طهران، بزعم إنهم يمارسون الارهاب، فإنه وتزامنا مع هذا الزعم الباطل جملة وتفصيلا، فقد أصدرت محكمة بونتواز في فرنسا حكمها في قضية الهجوم على مبنى تابع لأنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شمال باريس، حيث أدانت ثلاثة عملاء تم تجنيدهم من قبل وزارة المخابرات الإيرانية وأصدرت بحقهم أحكاما بالسجن. وتعتبر هذه الإدانة ضربة قضائية هامة لشبكات النظام الإيراني الإرهابية الناشطة في أوروبا.
وقضت المحكمة بسجن المتهمين الثلاثة لمدد تتراوح بين ثلاث وأربع وخمس سنوات، بينما تمت تبرئة شخص رابع لم تثبت إدانته. ويتعلق هذا الحكم بالهجوم الأول الذي وقع في 1 يونيو 2023، حين أطلق العملاء ست رصاصات على مبنى جمعية “سيما” في سان-توان-لومون، وهو المقر الرئيسي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في فرنسا. وقد قررت المحكمة النظر في هجوم ثان بالمواد الحارقة وقع على نفس المبنى في 12 يونيو 2023 في قضية منفصلة سيتم تحديد موعدها لاحقا. وقد أعلن كل من المدانين وجمعية “سيما” عن نيتهم استئناف الأحكام الصادرة.
ولا يعتبر هذا الهجوم حادثا معزولا، بل يأتي ضمن نمط متكرر من الإرهاب والقمع الذي يمارسه النظام الإيراني خارج حدوده ضد معارضيه. وتشكل هذه القضية حلقة جديدة في سلسلة من المؤامرات التي أحبطتها الأجهزة الأمنية الأوروبية. ولعل أبرزها كان مخطط تفجير التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في فيلبينت بباريس عام 2018، والذي أدين على إثره الدبلوماسي الإرهابي أسد الله أسدي وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما في بلجيكا. وتؤكد هذه القضايا أن النظام الإيراني يستخدم شبكات وزارة المخابرات وحرس النظام لتنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي الأوروبية، مما يشكل تهديدا مباشرا لأمن المواطنين الأوروبيين واللاجئين الإيرانيين.
من المفيد هنا التنويه من إنه قد عقدت المحاكمة بحضور المتهمين ومحاميهم وممثلين عن جمعية “سيما” والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وصحفيين فرنسيين. ومنذ وقوع الهجوم، كانت المقاومة الإيرانية قد طالبت السلطات الفرنسية ليس فقط بالقبض على المنفذين، بل بالكشف عن الآمرين والشبكة الكاملة التي تقف خلفهم في وزارة المخابرات، ونشر جميع الوثائق والتفاصيل لإطلاع الرأي العام على حقيقة الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني في قلب أوروبا.








